الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

مدينتى صحراوية

في وسط الصحاري القفار تخيلتها .. تتلألأ أضوائها ليلا ونهارًا .. سمعت أنها تجتذب التائهين وترشد الضالين والحائرين وتروى ظمأة العطاشى وتجبر خواطر المنكسرين .. جذبني إليها اختلافها وطريقة عرضها للأشياء، فشوارعها كما قيل لي نظيفة وميادينها عريضة فسيحة .. ينساب فيها نهر الحياة تتقاطعه صخور بارزة ومرتفعات .. ينحدر الماء من خلالها في شلالات رائعة الجمال!!

طلبت ودها رغم كل الصعاب قاطعا كل القفار حتى وجدتها أخيرًا هناك في منتصف المالانهاية لتكون المفاجأة!!! .. وجدتها جامدة ساكنة تعوى ذئابها إذ هجرتها كل الكلاب!! .. وجدتها وقد خبأت أنوارها وجفت مياهها .. وجدتها انقاضا وجسدا بلا روح!! .. دفعتنى إلى هجرانها دفعا بكل السبل .. استحلفتني ألا أعود إليها مستقبلا .. لفظتنى دون أسباب واضحة رغم أني اقسمت على البقاء لأبنى كل الجسور المهدمة .. لكن هيهات فقد ضاعت توسلاتي وآهاتي أدراج الرياح .. قفلت عائدا أدراجي إلى واقع أيامي تتخبطنى ظنون الشك في مدينة يكفى أن يقال عنها إنها صحراوية!!!

ليست هناك تعليقات: