الخميس، 17 يوليو 2008

لحن الخلود

تتضارب الألحان وتتشابه وتتداخل إلا لحنك أنت .. أستطيع تمييزه بين آلاف الألحان .. يخترق وجداني ويطيح بعثراتي وإخفاقاتي إلى ابعد مدى .. لقد اكتسبت قدرة هائلة على التمييز منذ عرفتك .. فلم تكن أذناي تعشق الموسيقى ولم اكن من محبي الغوص.

لم أكن أميز حلاوة الالوان والحروف البارزة إلا عندما لمستك لاول مرة .. حينها سرت قشعريرة في بدني أعقبها انتفاض مثل انتفاض عصفور صغير بلله القطر يجاهد لتجفيف ريشه في ليلة شتوية كالحة السواد.

إنني اتذكر عندما لمست راحتاكي وجهي المبلل ببلورات العرق فكانا كمنديل معطر بالنسمات أذابت تلك اللمسة آلام السنين وعذابات الطفولة .. فتحت عيني لاجد ابتسامة أضاءت الكون من حولى ونشرت الدفء في أوصالي .. لكنك رحلت .. لا لا ترحلى فأنا في امس الحاجة إليك .. لا ترحلى حبيبتي .. لا ترحلى.

استيقظت مذعورا لأجد نفسي ممددا على التكية امام بيتنا الريفى تلفحنى نسمات عليلة وعلى بعد خطوات منى تتمدد جدتي على الارض وهي ملتفحة بكشمير سميك .. نزلت من فورى إلى أحضانها واستسلمت لنوم عميق.

ليست هناك تعليقات: